ما يقارب عشرين ألفاً من حرفيي محافظة "طرطوس" ما يزالون غير مسجلين في
"اتحاد الحرفيين"، وتعد إضافتهم إلى سبعة آلاف آخرين رصيداً هاماً للاتحاد
ولباقي أقرانهم في جميع المحافظات، ومع ذلك ليس هذا هاجس الاتحاد الوحيد؛
إذ يتطلع منذ زمن إلى إقامة معرض دائم للمهن اليدوية بعد أن أصبحت بعضها
مهددة بالاندثار.
حلول ومقترحات أسبوعية على طاولة نقاش الاتحاد وتطلعات نحو تحقيق
الأفضل للحرفيين، هذا ما جاءت به زيارة موقع eTartus إلى مقر الاتحاد
بتاريخ 9/11/2009 ولقائنا برئيسه "بسام سليمان".
ما يقارب 7400 حرفي موزعون على سبعة عشر مهنة وهي كما يشرح رئيس الاتحاد:
«يتكون "اتحاد الحرفيين" في محافظة "طرطوس" من 17 جمعية حرفية: جمعية
المطاعم، صنع الخبز، الحلاقين، الصياغة، الخياطة، الأحذية، تكسير الأحجار،
عصر الزيتون، المخلصين الجمركيين، النجارة، جمعية المراكز (التدريب
الحرفي)، الحدادة، البلور، البلوك، اللحامين، الأعمال العقارية، والأجهزة
الالكترونية».
كغيرها من المؤسسات العامة والخاصة لا تخل الأعمال الحرفية من المعوقات،
ومع ذلك فهناك دائماً حلول يبقى تقديمها على عاتق المجالس: «كل جمعية لها
مجلس إدارة مكون من سبعة أعضاء: رئيس مجلس إدارة، نائب، أمين سر، أمين
الصندوق، مكتب التعاون، مكتب التسويق، والعلاقات الخارجية، ولجنة كشف
مستقلة لكل جمعية، يقوم رئيس الجمعية بالاجتماع مع مكتب مجلس الإدارة لطرح
معاناة الجمعية، ويقوم بلقاء الحرفيين لحثهم على التنظيم الحرفي ودفع
الاشتراكات.
تقيم كل جمعية مؤتمراً سنوياً ويتم تقديم خلاصة هذه المؤتمرات وطرح معاناة
كل جمعية والحلول المناسبة لها في مؤتمر الاتحاد، كما تجرى دورة انتخابية
كل خمس سنوات».
أن تكون مسجلاً في اتحاد الحرفيين ليس مجرد حبر على ورق، مجموعة
|
رئيس الاتحاد "بسام سليمان" |
قوانين تحدد صحة ذلك وتقابلها أيضاً عدة نتائج، يوضحها رئيس الاتحاد
قائلاً: «كل حرفي لديه أربع التزامات ويستفيد من سبعة حقوق، الالتزامات هي
أن ينتسب إلى صندوق المساعدة الاجتماعية خلال عام، دفع اشتراكاته السنوية
خلال الربع الأول من العام، التقدم بالوصفة الطبية خلال شهرين وتوجد دراسة
حالياً لتمديدها إلى ستة أشهر، وأربعة أشهر للتقديم في حالة الوفاة،
والاشتراك الشهري للحرفي هو 100 ليرة شهرياً، و1000 ليرة لصندوق المساعدة،
يسددها كاملة في بداية العام عند تجديد أوراقه.
أما الحقوق فهي الحصول على تعويض في حالة الزواج، وعند إنجاب أول وثاني
طفل، وصرف 45 % من الوصفة مركزياً، التحاليل والصور والعمليات الجراحية
بدون حد معين، 1500 ليرة أدوية، 3000 ليرة نظارات، والغاية من صندوق
المساعدة الاجتماعية هي مساعدة الحرفيين في جميع أنحاء القطر».
مجموعة من الأنشطة الدورية، إن كان بعضها موسمياً فغيرها يوصف بعدم
الانقطاع، يتحدث عنها فيقول: «كمكتب تنفيذي توجد اجتماعات أسبوعية، وثلاثة
اجتماعات سنوياً لمجلس الاتحاد أي بمعدل اجتماع كل أربعة أشهر، أما
بالنسبة للجمعيات فتجتمع الخدمية منها شهرياً والمتبقية بشكل نصف شهري
وتقدم تقاريرها للمكتب التنفيذي الذي يدرس أوضاعها ويرفعه إلى الاتحاد
العام.
كما تقوم كل جمعية برحلاتها الخاصة إلى بقية المحافظات، زيارة الحرفيين، إقامة حفلات
|
من معرض المهن اليدوية 2009 |
سمر صيفاً، وأحياناً تنظم هذه الأنشطة بين عدة جمعيات، وخاصة في شهر رمضان الفضيل بعد الإفطار، ويقومون بدعوتنا كمكتب تنفيذي».
طابقان من أصل سبعة تكفي كمقر لاتحاد الحرفيين، لكن خمس مدن في المحافظة
لا تتناسب مع منطقة صناعية واحدة، وعن الحلول المرتقبة شرح لنا رئيس
الاتحاد: «يقع مقر الاتحاد في مبنى تعود ملكيته لاتحاد الحرفيين وهو مؤلف
من سبع طبقات، تأسس عام 1994، يشغل مقر الاتحاد ومكاتب الجمعيات طابقين من
المبنى وما تبقى مستثمرة بالإيجار كمطعم وفندق يستفيد منها الاتحاد لزيادة
دخل المنظمة.
عدد الحرفيين المسجلين لدينا بحدود 7400 حرفي، وبحدود 20000 حرفي غير
مسجل، وسبب عدم تسجيلهم هو عدم وجود أرض واسعة تتسع لهم، لذلك نحن بصدد
إنشاء مناطق صناعية جديدة؛ في مدينة "بانياس" هي قيد الإنشاء ونتلقى
تقريراً نصف شهري من لجنة لتنسيق وتنظيم العمل في المنطقة الصناعية، في
مدينة "صافيتا" توجد أراضي استملكت وأخرى قيد الاستملاك، وكذلك بالنسبة
لمدينتي "الدريكيش" و"الشيخ بدر"، وفي مدينة "القدموس" استملكت تقريباً
بشكل كامل».
بعد "اتحاد الحرفيين" والمناطق الصناعية، "معرض المهن اليدوية" هو ما
يحتاج إلى مقر دائم بحسب المشاركات والمهن المعنية، والغاية من هذا السوق
بحسب رئيس الاتحاد: «نأمل أن يكون لدينا سوق دائم للمهن اليدوية في "طرطوس
|
خلال المؤتمر السنوي لهذا العام |
القديمة" لما له من خ
ية كبيرة في محافظة
"طرطوس"، وخاصة لبعض المهن التراثية مثل صناعة الصدفيات، الش
البحرية،
القوارب البحرية، الحفر على الخشب، الحفر على الزجاج وأعمال الحرير،
لحمايتها من الانقراض، فلدينا سبعة حرفيين فقط لهذه المهن في محافظة
"طرطوس"، ومنذ عشرين عاماً نقيم معرضاً للمهن اليدوية في "طرطوس القديمة"
لمدة شهر ونصف حتى شهرين، شارك به هذا العام 64 مشتركاً من كافة المحافظات
تقريباً ومن خارج "سورية" مثل "لبنان"، "الأردن" و"مصر"، ونال إعجاب
الجميع».